جاء ترشيح رئيس نادي بارادو، خير الدين زطشي، لرئاسة الاتحاد الجزائري لكرة القدم كمرشح وحيد وبارز لخلافة الرئيس المنتهية عهدته و”صلاحيته” محمد روراوة، كنتيجة منطقية لمسيرة الرجل التسييرية في كرة القدم الجزائرية، وخطواته “الاستباقية” العديدة والتي لم يسبقها إليه أي مسؤول كروي في الجزائر، فهو كان أول رئيس يؤسس ناديا لكرة القدم يعتمد على دعم مالي “خاص”، وهو أول من أطلق أكاديمية لكرة القدم بمواصفات عالمية في الجزائر، بعد أن “تهرّب” الجميع من هذا الخيار “العاقل”، بما فيهم الفاف وكل الأندية الجزائرية.
ويصف متابعون مشوار زطشي في عالم كرة القدم الجزائرية، من رئيس ناد صغير إلى تطلعه لرئاسة أكبر هيئة كروية في الجزائر، مرورا بإنجازاته الكروية “العقلانية” القريبة منها إلى التخطيط المستقبلي أكثر منها بالبحث عن “بهرجة” الألقاب والإنجازات، بـ”المنطقي”، وهذا استنادا إلى طموحات الرجل والكاريزما التي يتمتع بها، التي جعلت مقربين منه يؤكدون اقتناعا بأنه لن يكتفي بمنصب رئيس ناد، وهو الذي يملك أفكارا وطموحات أكبر من أن يحتويها فريق بحجم نادي بارادو، وهي الطموحات والأفكار والمشاريع التي تندرج ضمن دفتر شروط أملاه منصبه الاجتماعي كرجل أعمال ناجح في مؤسسة عائلية بطموحات عالمية، وصنع زطشي سمعته وقوته بيديه بعيدا عن كواليس كرة القدم الجزائرية، التي كان “مهمشا” فيها بسبب خلافاته مع رئيس الفاف السابق محمد روراوة، والتي يقول متابعون إنه دفع ثمنها بـ”ابتعاد” فريقه عن الرابطة المحترفة الأولى، وظل زطشي في غالب الأحيان يصارع روراوة وحيدا في الخفاء والعلن، ما جعله يبقى خارج المجموعة الكروية المعنية بـ”الحصانة” في البطولة الجزائرية، ما دفع زطشي إلى البحث عن مجد آخر حتى لو كان في “الظل”، فأطلق أكاديمية كروية لأول مرة في الجزائر، جنى ثمارها بعد سنوات ومن ورائه الفاف، بعد أن قرر روراوة على مضض “استدعاء” المدافع بن سبعيني إلى “كان 2017″، وهو الذي يعد أولى ثمار أكاديمية بارادو الكروية، في انتظار لحاق لاعبين آخرين.
ويحظى زطشي بمساندة وزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي، الذي يرى في رئيس بارادو “طوق نجاة” لكرة القدم الجزائرية، في ظل المواصفات التي يتمتع بها وجعلته المرشح الأكثر توافقا مع التوجهات المستقبلية للسياسة الرياضية الوطنية، والمعتمدة على التشبيب لضخ دماء جديدة في الساحة الرياضية والكروية بالتحديد، علما أن زطشي يعد “عرّاب” التشبيب الكروي في الجزائر قبل أن يجسد ذلك بتطلعه لرئاسة الفاف ليكون أصغر رئيس لهذه الهيئة الكروية على مر تاريخها، ما جعل المتابعين للشأن الكروي الجزائري يصفونه بـ”التغيير الإيجابي” إن تجسد ذلك فعليا يوم 20 مارس المقبل.
التعليقات 0