يمرّ المنتخب الوطني الجزائري بأزهي فتراته وأكثرها خصوبة، وهو امتياز بدا وكأنه يزعج البعض ولا يخدم مصالحهم الذاتية.
لقد قدّم “الخضر” أداء بطوليا في مونديال البرازيل 2014، وحاز قصب السبق في التأهّل إلى كأس أمم إفريقيا 2015 قبل البلد المنظم! الذي ماتزال لم تحسم “الكاف” بشأن هويته. مع انفراد زملاء رياض محرز بخاصية 4 انتصارات وأفضل هجوم ودفاع، كما يتسيّدون جدول الترتيب إفريقيا وعربيا. فضلا عن ذلك يزخر التعداد بمواهب فتية وفي مناصب متعدّدة ترتدي أزياء فرق تنافسية محترمة، وتسيل لعاب كبرى نوادي أوروبا و”المناجرة”.
ولدى معسكر الأنصار، فإن الجمهور الجزائري ما عادت تهمّه نوعية المنافس رغم احترامه للمنتخبات الأخرى، كما أنه تخلّى عن “حسابات البقال” بشأن الفوز والتأهّل، وصار – بالمقابل – يولي عناية لأسلوب اللعب وكيف السبيل لزيادة منسوب الفرجة والإمتاع الذي يعرف – أصلا – نسقا تصاعديا. وهو تحوّل لافت في ذهنية المناصر الجزائري.
وإلى وقت قريب كان المنتخب الوطني يضرب الأخماس في الأسداس وينام “واقفا” بعد تجاوزه بشق الأنفس لعقبة فريق “مغمور”، ثم يستيقظ على ورطة الإقصاء! في مهازل و”أعصاب وأوتار” امتدت لأكثر من عقد من الزمن، لا يتسع المقام للخوض في أسبابها. ولكن الآن الشمس أشرقت في سماء ساحة “محاربي الصحراء”، وصار إسمهم يجلب الرعب واليأس لدى منافسيهم.
إن الحديث عن سوء التنظيم بملعب “مصطفى شاكر”، واحتراق المنشفة بين رئيس الفاف ووالي البليدة، واقتحام رّهط من المتفرجين لمضمار الملعب، وغيرها من الأنباء السوداء، لا يمكن وصفه سوى بوجود أياد خفية تزعجها انتصارات “الخضر” وتريد لقطار “محاربي الصحراء” أن ينحرف عن السكة بإتجاه المجهول، خدمة لمصالحها الضيّقة.
ويبقى على من يهمهم الأمر التحرّك قبل فوات الآوان، لأن الجمهور الجزائري لا يريد أن يعايش – مجدّدا – سيناريو التسعينيات حيث كان المنتخب الوطني بمجرد ما تسحب القرعة ينهار قبل خوض النزال، رغم أن المنافس لا يعرفه سوى من يفقهون في علم الجغرافيا!؟
التعليقات 0