اشتعل الجدل مساء الجمعة الماضية، بعد انتهاء حفل سحب قرعة مونديال روسيا 2018، حول لباس المُنشّطة التلفزيونية التي أحضرتها الفيفا.
ووجّهت الفيفا الدعوة إلى إعلامية تلفزيونية رياضية روسية إسمها ماريا كومندنايا (29 سنة)، حضرت لِتنشيط الحفل رفقة النجم الكروي الإنجليزي السابق جاري لاينيكر (57 سنة).
وزعمت الصحافة الغربية أن التلفزيون العمومي الإيراني أوقف بث حفل قرعة المونديال، وعرض مقابلة إعلامية مع النجم الكروي البرتغالي السابق لويس فيغو. وفسّرت السبب في كون إدارة التلفزيون العمومي الإيراني قدّرت أن لباس مُنشّطة الحفل ماريا كومندنايا “غير محتشم”.
وقالت وسائل إعلام غربي أخرى إن إدارة التلفزيون العمومي الإيراني لجأت إلى العرض المُسجّل، حيث تأخّر البثّ حتى تتمكن من “القصّ” والتحكّم في الصور الواردة إليها على المباشر.
وفي الطرف المقابل وعلى العكس من ذلك، ذكرت الصحافة الروسية أن الإيرانيين استحسنوا لباس مُنشّطة الحفل، ونقلت على لسان أحد أبناء هذا البلد الآسيوي المسلم قوله: “كنت مُندهشا وأنا أتابع الحفل، بعد أن نقل التلفزيون العمومي الإيراني وقائع القرعة، التي نشّطتها إعلامية ترتدي فستانا بِلا أكمام!”.
وقال إيراني آخر: “لِأوّل مرّة أُشاهد قرعة نهائيات المونديال، وتظهر مُنشّطة تلفزيونية ترتدي لباسا محترما!”.
في حين استعانت الإعلامية ماريا كومندنايا بِصفحتها في موقع التواصل الإجتماعي الإلكتروني “تويتر” وغرّدت بُعَيْدَ نهاية الحفل، قائلة: “هل أنتم سعداء؟”.
وقالت الصحافة الروسية إن الإعلامية ماريا كومندنايا توجّهت بِسؤالها إلى الإيرانيين، لِمعرفة إن كان حضورها في الحفل غير مُحرج من عدمه.
وعرف سحب قرعة نهائيات كأس العالم 2014 بِالبرازيل نفس السيناريو، عندما أحضرت الفيفا عارضة أزياء من هذا البلد اللاتيني إسمها فيرناندا ليما، لِتنشيط الحفل، ترتدي لباسا مثيرا للجدل. وحينها تردّد أن التلفزيون العمومي الإيراني حرم مشاهديه من متابعة وقائع الحفل. مع الإشارة إلى أن لباس البرازيلية كان أكثر “إثارة”، من ذلك الذي فُصّل لِنظيرتها الروسية.
ومعلوم أن الفيفا مثل اللبيرالية لا تهتمّ بِالأخلاق، وكل ما يهمّها هو صنع الفرجة التي تقودها إلى هدف وحيد “لا شريك له”، المُرادف للمال. أما الإعلام الغربي، فقد عوّدنا على “ركل” كل ما له صلة بِالحيادية والموضوعية، عندما يتعلّق الأمر بِالدفاع عن مصالحه، أو تشويه سمعة خصومه. في حين تبقى لعبة “مقص الرقابة” في إيران لغزا مُحيّرا، بِدليل أن السينما في بلاد “كسرى عظيم الفُرس” تُنتج أفلاما تُنافس “هوليوود” مجونا وخلاعة، وتُعرض هناك بِلا ضجيج.
echrouk
التعليقات 0