اللاعبون ينددون والجزائريون يستغربون. زطشي يفجر “الخضر”.. “يوظف” أفكار “فرنسية” والعنصرية من المدرجات إلى “الرسمية”

اللاعبون ينددون والجزائريون يستغربون. زطشي يفجر "الخضر".. "يوظف" أفكار "فرنسية" والعنصرية من المدرجات إلى "الرسمية" 1

لازالت ردود الفعل المصاحبة لقرار الاتحاد الجزائري لكرة القدم، بوضع شروط وضوابط لاستدعاء اللاعبين مزدوجي الجنسية، تتساقط وتجمع على أن ما صدر عن هيئة الرئيس خير الدين زطشي، قرار تمييزي يلامس العنصرية، وشبهته بنظام الحصص الذي أقره الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، ولصاحبه فرانسوا بلاكار، الذي رفضت وزارة الشباب والرياضة تعيينه كمدير فني للمنتخبات الوطنية بعد أن اتفقت معه الفاف على كل تفاصيل تعيينه و”مشروعه الفني”، لكن الأخيرة وبفشلها في “توظيف” هذا المدير الفني المثير للجدل، قرر “توظيف” أفكاره الكروية “العنصرية” بطريقة أخرى في كرة القدم الجزائرية، وبشكل عكسي، أي من أرض الأجداد إلى بلد المنشأ، بالنسبة للاعبين مزدوجي الجنسية أكبر المستهدفين بقرار الفاف الأخير، والذي لقي استنكارا رسميا وشعبيا منقطع النظير.

وجاء قرار الفاف المثير للجدل والاستغراب وردود الفعل الغاضبة والمنددة بخرجة المكتب الفيدرالي الأخيرة، لتؤكد بأن هيئة زطشي سقطت مرة أخرى في المحظور، وهي العادة والتقليد التي تعود عليها زطشي وأعضاء مكتبه الفيدرالي، منذ تعيينه رئيسا جديدا على رأس الفاف، فبعد أن تهجم على اللاعبين المحترفين واللاعبين مزدوجي الجنسية بعد لقاء زامبيا في التصفيات المونديالية، واتهامه لهم بالتساهل والتخاذل وأتبعه بإجراء تضمن إبعاد ثلاثة لاعبين، بن طالب ومحرز وسليماني، استنادا إلى ذات الحجة، ها هو يفتح مرة أخرى باب الجدل مجددا مع اللاعبين مزدوجي الجنسية من خلال تحديد نظام “حصص” خاص بهم لفتح باب المنتخب الوطني أمامهم، وهو ما عده مراقبون ومتابعون “عنصرية” قريبة جدا من نظام “الحصص” الذي أقره الاتحاد الفرنسي لكرة القدم بخصوص اللاعبين من أصول جزائرية في فرنسا، والذي انتقده الجزائريون بشدة ولم يهضموه، قبل أن يصدر قرار مماثل ومن داخل الجزائر هذه المرة وبهندسة جزائرية وطنية، ليضرب به جزائريين في الخارج، ذنبهم الوحيد أنهم ولدوا خارج بلد آبائهم وأجدادهم، لكنهم لم يتخلفوا مرة واحدة عن إظهار وطنيتهم بمختلف الطرق والأساليب، والتي لا يمكن لأي طرف التشكيك فيها وفي صحتها ومدى مصداقيتها.

وندد اللاعبون مزدوجو الجنسية، على غرار عنتر يحيى وسفيان فيغولي الخارجين للعلن، وآخرون دون القيام بتلك الخطوة، بقرار الفاف المثير للاستغراب، خاصة أنه تشكيك واضح في وطنيتهم والتزامهم بكل ما تعلق بالألوان الوطنية، فضلا عن التشكيك أيضا في نزاهة اختيارهم لـ”الخضر”، والتلميح لحصولهم على امتيازات مالية غير مبررة، ووصف هؤلاء هذا القرار بـ”العنصري”، مشيرين إلى أن الفاف لا يحق لها البحث والتدقيق في “جزائرية” أي لاعب، كما لم يحصر المستغربون لـ”سقطة” الفاف الأخيرة آثار هذا القرار غير المدروس على اللاعبين فقط، بل حتى عائلاتهم وآبائهم، الذين ضحوا كثيرا من أجل تربية أبنائهم على حب الوطن و”جزأرة” أفكارهم أو انتمائهم الكروي على الأقل، حيث نجد أن أولياء الجزائريين المغتربين في فرنسا مثلا، يحرصون على تربية أولادهم تربية جزائرية ويعلمونهم العربية والقرآن حتى لا “ينسلخوا” عن تاريخهم وأصولهم، في تحد صارخ لقواعد مجتمع غربي لا يرحم، قبل أن تأتي هيئة رسمية جزائرية “تجرحهم” بمثل هذا القرار وتقلل من شأنهم ومدى ارتباطهم وتعلق أولادهم بالجزائر، وهو ما لم يتقبله لاعبونا وحتى المواطن البسيط، الذي استغرب “مهاجمة” الفاف للاعبين كانوا مصدر فرحة وسعادة الجزائريين خلال السنوات الأخيرة، لتتنقل العنصرية التي تناولتها “الشروق” مؤخرا في ملف من المدرجات إلى “الرسمية” بسبب قرارات انفرادية ونزوات شخصية غير محمودة العواقب.

فرحات، بن سبعيني، مترف، مفتاح، زماموش، زياية “أثّروا” على مصلحة المنتخب

زطشي “يحابي” اللاعبين الأجانب ويحارب مزدوجي الجنسية

وقع رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، خير الدين زطشي، في الكثير من المغالطات والتناقضات وسقط في فخ الشعبوية منذ توليه رئاسة الفاف في شهر مارس الماضي، من خلال إصداره العديد من القرارات، و”تخلصه” من أخرى، أصدرتها القيادة السابقة للفاف برئاسة محمد روراوة. ومن بين هذه القرارات إلغاء قرار منع اللاعبين الأجانب من اللعب في البطولة الجزائرية، الذي كان قد أصدره المكتب السابق على خلفية عجز الأندية عن دفع مستحقات اللاعبين الأجانب، فضلا عن عدم احترامهم قوانين البلاد في ما يخص التعاملات المالية مع اللاعبين والمدربين الأجانب، ما أدى إلى ظهور الكثير من النزاعات بين اللاعبين والأندية، دفعت الفاف إلى التدخل وحلها، ما أدى إلى “تسويد” صورتها قاريا ودوليا.

وساد الاعتقاد عند إعلان القيادة الجديدة للفاف إلغاء هذا القرار والسماح للاعبين الأجانب بالعودة إلى البطولة الجزائرية، أن الاتحادية بصدد تصحيح خطإ فادح ارتكبه المكتب السابق الذي كرس الإقصاء والتمييز “العنصري”، قبل أن يتضح بعدها أن ذلك لم يكن سوى ذر للرماد في العيون، بما أن رئيس الفاف قام بمحاباة اللاعبين الأجانب حيث أردف قرار عودتهم إلى البطولة بجملة من الشروط التي تحميهم وتحافظ على مستحقاتهم المالية، وبالمقابل، استصدر رئيس الفاف ومكتبه الفدرالي قرارا “يحارب” اللاعبين مزدوجي الجنسية من خلال تقييد انضمامهم إلى صفوف الخضر بـ”شروط” مجحفة وصلت حد التشكيك في انتمائهم وولائهم والتزامهم إزاء الوطن الأم.

وبرزت تناقضات المكتب الفدرالي الحالي من خلال تغاضيه عن بعض الحالات “الانضباطية” التي أثرت بشكل مباشر على مصلحة المنتخب، على غرار الاستعانة باللاعب زين الدين فرحات في المنتخب الأول مؤخرا، وهو الذي كان تحت طائلة العقوبة في عهدة المكتب السابق بسبب “تفضيله” التركيز على مشواره الاحترافي، حيث غادر معسكر المنتخب الأولمبي للتوقيع مع نادي لوهافر الفرنسي صيف عام 2016، مضيعا فرصة المشاركة في أولمبياد ريو دي جانيرو، وتم إقصاؤه من تقمص ألوان المنتخب عبر بيان رسمي أصدرته الفاف، وسار على دربه اللاعب السابق لنادي بارادو رامي بن سبعيني الذي غاب بشكل غير متوقع عن أولمبياد ريو أيضا بسبب انتقاله إلى نادي رين الفرنسي، وبالمقابل يرفض حارس اتحاد العاصمة محمد أمين زماموش رفضا قاطعا العودة إلى المنتخب بالرغم من رغبة الطاقم الفني في الاستنجاد بخدماته، وقبلهم تفادى كل من محمد ربيع مفتاح وحسين مترف كل الدعوات التي وصلتهما قصد اللعب مع الخضر، قبل أن يعود الأول على مضض ويشارك في كأس أمم إفريقيا الأخيرة.

 وتبقى أغرب حالة “انضباطية” على الإطلاق هي رفض المهاجم السابق لوفاق سطيف عبد المالك زياية المشاركة في مونديال جنوب إفريقيا 2010، بالرغم من إصرار الطاقم الفني آنذاك بقيادة رابح سعدان على ضمه، وبالرغم من أن اللاعبين المذكورين يقدمون مبررات تبدو “منطقية” لتخلفهم عن الالتحاق بالمنتخب، إلا أنه كان حريّا بالفاف ألا تستثني اللاعبين المحليين من القرار الذي أصدرته مؤخرا بخصوص تقييد انضمام اللاعبين إلى المنتخب.

المدافع الدولي السابق سالم حرشاش:

اللاعبون مزدوجو الجنسية ضرورة ولا يمكن الاستغناء عنهم

قال الدولي السابق سالم حرشاش، إنه لا يمكن “الاستغناء” عن اللاعبين مزدوجي الجنسية في تركيبة المنتخب الجزائري، سواء في الوقت الحالي أم مستقبلا، معتبرا أن أي “مناورة” أو”تشكيك” في وطنية هذه الفئة سيؤثر بشكل سلبي على مستقبل الكرة الجزائرية وعلى اللاعبين الذين يفكرون في تقمص الألوان الوطنية، حيث قال اللاعب السابق لنادي سانت إتيان الفرنسي، إنه يجب وضع جميع الأمور المادية على جانب وعدم “الزج” بها في مشوار أي لاعب لكون ذلك لن يخدمه إطلاقا.

 كما أضاف حرشاش أن المعيار الأساسي للاستعانة بلاعب مزدوج الجنسية يكون على أساس المستوى لا غير، رافضا بذلك قبول أي شرط يمليه أي لاعب جزائري يقيم في الخارج للدفاع عن الألوان الوطنية، خصوصا أن الدولي السابق اعتبر أن اللاعبين الذين يعرض عليهم اللعب للمنتخب هم جزائريون ويكفي ذلك كمعيار للاعتماد عليه في التشكيلة الوطنية. وقال حرشاش في هذا الصدد: “صراحة، اللاعبون مزدوجو الجنسية، جزائريون، وإلا كيف نعرض عليهم تقمص ألوان المنتخب، لذلك أنا شخصيا لا أرى أن المنتخب الجزائري سيحقق النجاحات من دون هؤلاء، ومن يقل عكس ذلك أقل له: من كان وراء بلوغ “الخضر” الدور الثاني في مونديال البرازيل؟ أعلم أن التحاق البعض منهم كان مغايرا لنا، غير أنه لا يجب التشكيك في حبهم للجزائر لأنهم جزائريو الأصل قبل كل شيء”.

وفي سياق آخر، تحسر حرشاش، الذي أصيب في مواجهة ناميبيا عام 2001، وهي الإصابة التي “حطمت” مشواره الرياضي، على المستوى الذي آل إليه المنتخب الجزائري عقب فقدانه تأشيرة مونديال 2018 في روسيا، معتبرا أن كل ما بناه خاليلوزيش تحطم بين عشية وضحاها، كاشفا عن صعوبة إعادة بناء منتخب وطني في ظرف قياسي قصير”. كما اغتنم المدافع الأيسر لنادي مارتيغ الفرنسي، الفرصة لتوجيه نداء إلى كل القائمين على شؤون الكرة الجزائرية باستعداده لمساعدة المنتخب الجزائري وتوظيف خبرته في صالح “الخضر”، علما أنه صار يكتفي ببعض الوظائف المؤقتة لسد حاجياته.

عبد الحكيم سرار:

مشكلتنا أعمق من الحديث عن مواضيع لا تسمن ولا تغني من جوع

يعتقد اللاعب الدولي السابق عبد الحكيم سرار أن مشكلة كرة القدم الجزائرية أعمق من إثارة مواضيع لا تسمن ولا تغني من جوع، مشيرا إلى أن مسؤولي الفاف لديهم الوقت الكافي لوضع مخطط جيد لإعادة البناء من جديد.

وقال سرار إنه كان على المكتب الفدرالي اختيار العبارات التي تنم عن وجود نية لبناء منتخب وطني متماسك: “أظن أن علينا نسيان عبارات مزدوجي الجنسية أو اللاعب المحلي أو الهاوي، ونتحدث فقط عن استدعاء أحسن اللاعبين إلى المنتخب الوطني.. كرة القدم عابرة للقارات، ولا يمكن الاستغناء عن أفضل اللاعبين الناشطين في أوروبا، في ظل شح الأندية الجزائرية”.

وأضاف رئيس وفاق سطيف السابق: “المدرب الوطني بوعلام شارف، قال إنه يجب العمل لمدة عشر سنوات لتكوين جيل في المستوى العالي، فهل الشعب الجزائري سيصبر كل هذه المدة لرؤية منتخب كبير؟”. ثم واصل: “لابد من استغلال كل لاعبينا الموجودين في أنحاء العالم، وأتمنى ألا تطبق الفاف قرار المكتب الفدرالي الأخير.. يجب التفرقة بين الأندية والفريق الوطني، واستعمال كلمة انتداب، عندما يتنافس طرفان على لاعب مهاري”.

وصرح سرار أيضا: “في وقت سابق، كان من المستحيل رؤية لاعب أسمر ضمن تشكيلة المنتخب الألماني، ولكن الأمور تطورت وتخلص الجميع من العقد.. الآن نجم الألمان يسمى مسعود أوزيل، وقائد الدفاع أسمر اسمه بواتينغ.. مشكلة الكرة الجزائرية أعمق بكثير من التطرق إلى مواضيع لا تسمن ولا تغني من جوع، المديرية الفنية لديها الوقت الكافي للعمل ولإيجاد الحلول اللازمة لتطوير الكرة الجزائرية”.

بوقرة وغولام نموذج للالتزام والانتماء والوطنية

“المغتربون” أقرب للقضايا العادلة والمبادرات الإنسانية

أكد عدد من اللاعبين مزدوجي الجنسية الذين ضمهم المنتخب الوطني منذ سنوات على وعيهم وانسانيتهم، الذي تعدى حدود انتمائهم للجزائر وولائهم والتزامهم ووطنيتهم، بعد ما خطفوا الأنظار منذ فترة طويلة بدعمهم ومساندتهم للقضايا العادلة والمبادرات الإنسانية، وهي أمور قلّما نشاهدها لدى اللاعبين المحليين.

وبرز سفيان فيغولي نجم نادي غالتسراي التركي في الفترة الأخيرة من خلال تغريداته على وسائط التواصل الاجتماعي، حيث قاد حملة لنجدة مسلمي الروهينغا المضطهدين في بورما وعلى الحدود مع بنغلاديش، عبر تنظيم دورة كروية ودية في العاصمة الفرنسية باريس ورعايتها، أواخر شهر نوفمبر المنصرم، وعادت مداخيلها لمسلمي بورما، فضلا عن دعمه وتعبئته لمحبيه ومتابعيه، قصد إيصال الأموال والمساعدة للمسلمين المشردين على حدود بورما، إضافة إلى استمالته عددا من الشخصيات الفنية والرياضية والسياسية على غرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي تفاعل مع المبادرة، مستجيبا لنداء نجم نادي غالتاسراي التركي. كما شارك في هذه المبادرة عدد من لاعبي المنتخب الوطني على غرار عنتر يحيى، كريم زياني، عدلان قديورة، عيسى ماندي، نبيل بن طالب، رياض محرز، إضافة إلى نجم المنتخب الفرنسي السابق ذي الأصول الجزائرية سمير نصري.

كما برز أيضا فيغولي على رأس اللاعبين “مزدوجي الجنسية” الذين لا يفوتون أي فرصة لإعلان دعمهم للقضية الفلسطينية ونصرة الشعب الفلسطيني، فضلا عن انخراطه في جمعيات ذات طابع خيري، حيث ظهر الصيف الماضي وهو يطهو ويقدم الطعام للمحتاجين والمعوزين في الضواحي الباريسية.

وفي ذات السياق، تحول اللاعب الدولي السابق مجيد بوقرة، ونجم نادي نابولي الحالي فوزي غلام إلى نموذج حي للالتزام والوطنية والانتماء للجزائر، من خلال إنشائهم مؤسسات خيرية بالجزائر تحمل أسماءهم قصد تقديم يد المساعدة للمحتاجين والمعوزين والأطفال. كما تعود لاعبو المنتخب الوطني في السنوات الأخيرة، خلال تربصاتهم بالجزائر على الانتظام في مجموعات لزيارة المستشفيات ودور العجزة قصد تقديم الدعم المادي والمعنوي لهذه الفئات، وهي مبادرات يبدو أنها لم تعد تكفي للتأكيد على “التزامهم اللامشروط” مع وطنهم الأم.

قال إن بلفوضيل وزفان وغزال كانوا يريدون لعب مونديال الأشبال

حكيم مدان: لاعبو ليون يتعرضون إلى ضغوط كبيرة حتى لا يلعبوا للجزائر

كشف مناجير المنتخب الوطني حكيم مدان لدى نزوله ضيفا على التلفزيون العمومي سهرة السبت في حصة “أستوديو المحترفين” أن اللاعبين الذين تكونوا في فرنسا يتعرضون إلى ضغوط كبيرة من أنديتهم حتى لا يتقمصوا ألوان المنتخب الوطني، واستدل على ذلك بما حدث قبل سنوات من الآن عندما تأهل المنتخب الوطني إلى مونديال الأشبال (فئة أقل من 17 سنة) الذي أقيم في نيجيريا حيث قال أنه اتصل وقتها بثلاثي نادي ليون مهدي زفان وإسحاق بلفوضيل ورشيد غزال ومنحوا موافقتهم لتقمص ألوان المنتخب الوطني لكن بعد ذلك تراجعوا بضغط من إدارة نادي ليون التي رفضت تسريحهم، ما يؤكد أنه في بعض الحالات فإن تردد اللاعبين في اختيار الألوان الوطنية لا يعود إلى مساومتهم للفاف وإنما لأنهم يتعرضون إلى ضغوط من نواديهم أو من الاتحاد الفرنسي بهدف عدم تمثل بلدانهم الأصلية بصفة عامة وليس اللاعبين الجزائريين فقط.

الدولي السابق لخضر بلومي:

أي جزائري له الحق في اللعب لـ”الخضر” دون تمييز

قال الدولي السابق لخضر بلومي، إن أي جزائري في العالم له حق اللعب في صفوف المنتخب الوطني، سواء كان اللاعب مولودا داخل الوطن أم خارجه، دون تمييز أو إقصاء، مشيرا إلى أن “التحلي بالروح الوطنية”، تحصيل حاصل لدى أي لاعب يتقمص ألوان المنتخب.

وقال بلومي، في تصريح إلى “الشروق”: “حسب رأيي الشخصي، فإن شروط “الفاف” هي تحصيل حاصل وأمر بديهي، أي لاعب يأتي إلى المنتخب الوطني، ولكن التمييز سواء مع المحليين أم المغتربين، فهذا أمر غير مقبول”، وتابع: “قوانين “الفيفا” الآن تسمح حتى بتجنيس اللاعبين لضمهم إلى المنتخب الوطني، وبالتالي، فإن كل المنتخبات الوطنية في العالم تعتمد على لاعبين يملكون جنسيتين أو أكثر، فالأمر أضحى عاديا جدا، المهم أن يكونوا في المستوى ويقدموا الإضافة”.عب مولودا داخل الوطن أم خارجه، دون تمييز أو إقصاء، مشيرا إلى أن “التحلي بالروح الوطنية”، تحصيل حاصل لدى أي لاعب يتقمص ألوان المنتخب.

واعتبر بلومي أنه من الصعب جدا التفريط في اللاعبين “مزدوجي الجنسية” في الوقت الراهن، على اعتبار أن التكوين في الجزائر غير موجود ولا يمكن حاليا تشكيلة منتخب وطني من المحليين فقط.

واعترف بلومي بأن اللاعبين “مزدوجي الجنسية” سنوات الثمانينيات كانوا يدفعون ثمن تذكرة الطائرة من مالهم الخاص، قبل أن يتم تعويضهم في الجزائر من طرف “الفاف”، وهذا من أجل اللعب لـ”الخضر”. وقال: “دون ذكر الأسماء.. هناك لاعبون “مزدوجو الجنسية” في منتخب الثمانينيات، ورغم قلتهم، كانوا يضطرون إلى دفع ثمن تذكرة الطائرة للمجيء إلى الجزائر للالتحاق بصفوف المنتخب الوطني، حقا كانت لديهم الغيرة على الألوان الوطنية ولا يمكن بتاتا التشكيك في “وطنية” أي أحد”. وأضاف: “صحيح أن “الفاف” في ذلك الوقت كانت تعوضهم عن ثمن تذكرة السفر، إلا أنه يجب التنويه بخطوة المغتربين ورغبتهم في اللعب لـ”الخضر”.

 الفيفا استمدت منه نصوصا تحارب كل أشكال التمييز والإقصاء

قانون الفاف بخصوص مزدوجي الجنسية يخالف تعاليم الميثاق الأولمبي

لا يزال القانون الذي استحدثه الاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف) بخصوص تقييد انضمام اللاعبين مزدوجي الجنسية إلى المنتخب الوطني يثير الكثير من الجدل، في مختلف الأوساط، خاصة مع ردود الأفعال القوية التي صدرت من بعض اللاعبين والمختصين الذين نددوا بالقرار، الذي امتدت تداعياته على الصعيد الدولي، كون الفاف خرقت بعض اللوائح والتعليمات التي يحتويها الميثاق الأولمبي ويصر على تجسيدها، بينما استمد الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي تنضوي تحت لوائه الفاف، نصوصا تحارب كل أشكال التمييز والإقصاء، اللذان ظهرا بشكل واضح  خلال قرار الفاف الذي “قسّم” المواطنين الجزائريين إلى فئتين، حيث جاء في نص القرار بأن كل لاعب ناشط في الخارج يجب أن يظهر التزاما تاما لامشروطا باللعب للمنتحب الجزائري وأن يكون مستواه الفني أفضل من نظيره في الجزائر.

وينص أحد بنود الميثاق الأولمبي على ضرورة محاربة كل أشكال التمييز والإقصاء داخل المنظومات الرياضية وضد دولة أو شخص لأسباب عرقية ودينية أو سياسية أو جنسية. وهو الخطأ التقديري الفادح الذي وقع فيه الاتحاد الجزائري لكرة القدم، الذي فتح الباب على مصراعيه لإثارة الجدل مجددا بين اللاعبين المغتربين والمحليين، وتقسيمهم إلى فئتين رغم أن كلاهما يملك الجنسية الجزائرية، والأدهى والأمر أن الفاف التي تنضوي تحت لواء الفيفا وتعمل وفق قوانينها وتعليماتها، خالفت أيضا لوائح الهيئة الكروية العالمية التي استمدتها من روح الميثاق الأولمبي، حيث أعلنت الفيفا، ومنذ اعتلاء السويسري جياني أنفانتينو سدة الحكم فيها في ماي من العام الماضي، حربها على كل أشكال التمييز والإقصاء والعنصرية، بل واستحدثت الفيفا لجنة لمحاربة الإقصاء والتمييز تحمل اسم “الـ11 للتنوّع”، تضم أسماء 11 شخصية رياضية وسياسية عالمية معروفة لتكريس مدى حرصها على التخلص من كل أشكال التمييز والإقصاء في عالم الكرة، على غرار الجنوب إفريقي طوكيو سيكسوال المترشح السابق لرئاسة الفيفا، والدولي الهولندي السابق كلارنس سيدورف، والكونغولي كونستانت سليماني عوماري عضو مجلس الفيفا.

وتخصص هذه اللجنة جائزة شرفية تمنح سنويا لشخصية كروية أو منظمة أو مبادرة جماعية، عرفانا لما تم تقديمه خلال السنوات الماضية من عمل ضد التمييز والإقصاء، واعترافا رمزيا وشرفيا أيضا من الفيفا التي تحرص على تشجيع أشخاص آخرين أو جمعيات في العالم بأسره للدفاع عن هذا المسعى، كما فتحت الفيفا نقاشا جماعيا واسعا حول التنوّع في الرياضة الذي تولي له أهمية كبيرة بسبب انتشار التمييز والإقصاء على مستوى النوادي والهيئات الكروية على مستوى الاتحادات الكروية.

فوزي منصوري لـ”الشروق”:

الفاف تتعامل مع اللاعبين مزدوجي الجنسية بعنصرية

وصف المدافع الأسبق للمنتخب الوطني من جيل الثمانينات فوزي منصوري، القرارات الأخيرة التي اتخذها المكتب الفدرالي للاتحاد الجزائري لكرة القدم بخصوص اللاعبين الجزائريين مزدوجي الجنسية مقابل اللعب للخضر بالقرارات العنصرية والتمييزية بين أبناء الوطن الواحد.

وصرح الأحد الدولي الجزائري الأسبق لنادي مونبيلييه الفرنسي في مكالمة هاتفية للشروق، بأن الإجراءات التي اعتمدتها الفاف في الاجتماع الأخيرة للمكتب الفدرالي ضد مزدوجي الجنسية غير مقبولة و لا تخدم مصلحة الخضر. وقال: “إن هذا النوع من القرارات لا يخدم بتاتا مصلحة المنتخب الوطني فلما نضع شروطا للاعبين مزدوجي الجنسية بأن يكونوا أحسن مستوى من اللاعبين المحليين الذين ينشطون في البطولة الجزائرية فهذا يعتبر تمييزا في حد ذاته”. مضيفا “دعونا نتحدث بموضوعية كيف يمكن للاعب المحلي أن يكون أفضل وهو يلعب في بطولة ضعيفة على عكس الجزائريين المحترفين في الخارج مثل الذين ينشطون في الدوريات البرتغالية أو الانجليزية أو التركية تجدهم أفضل نظرا لارتفاع المستوى الفني لهذه البلدان التي يعد أحسن بكثير من البطولة الجزائرية”. مشيرا “المشكل الحقيقي لكرة القدم الجزائرية يكمل في التكوين هو الأمر الذي يأخذ وقتا طويلا من 6 إلى 7 سنوات وإن اعتمدنا خلال هذه الفترة على اللاعب المحلي من دون شك النتائج لن تكون مضمونة”.

 وتحدث فوزي منصوري عن قضية “الكوطات” بفرنسا التي كانت قد أحدثت ضجة في وقتها، معتبرا أنه لا مجال للمقارنة بين الذي حدث في ذاك الوقت وما يحصل اليوم في الاتحاد الجزائري لكرة القدم. وقال: “تابعت هذه القضية في وقتها، الاتحاد الفرنسي لم يتعامل بعنصرية ولا تمييز مع اللاعبين كل ما هنالك أن ظاهرة اختيار اللاعبين الفرانكو- جزائريين للجزائر أثر على الاتحادية الفرنسية التي كانت تفكر في حلول لوقف هذا النزيف للاعبين الذين تشرف على تكوينهم المدارس الفرنسية وتصرف عليهم أموالا كبيرة”. مضيفا “على عكس ما يحدث في الفدرالية الجزائرية التي تفرق بين أبناء الوطن الواحد بمثل هذه الإجراءات التي تعتمدها ضد مزدوجي الجنسية”.

وأنهى الظهير الأيسر للخضر في 1982 حديثه مع الشروق بنصيحة لعل مسؤولي الفدرالية الحالية يأخذوها بعين الاعتبار قائلا: “يجب على المسؤولين عن المنتخب الوطني أن يتجنبوا الدخول في مثل هذه المتاهات وأن لا يفرقوا بين الجزائريين المقيمين في الجزائر والذين يقيمون في الخارج، عليهم اختيار اللاعبين الذين يجلبون الإضافة للمنتخب من دون الالتفات إلى أنهم محليون أو مزدوجو الجنسية، الأمور تغيرت بكثير ولا يمكن انتهاج نفس سياسة الماضي بالتركيز على اللاعبين المحليين ففي وقتي كان المنتخب الوطني يتشكل بنسبة أكبر من اللاعبين المحليين جيل ماجر وبلومي وعصاد الذين لعبوا سويا في المنتخب الأولمبي والعسكري إلى المنتخب الأول”

echrouk

مواضيع ذات صلة

بن سبعيني, ثالث لاعب جزائري يبلغ نهائي رابطة الأبطال 2

08 مايو 2024 - 23:34

بن سبعيني, ثالث لاعب جزائري يبلغ نهائي رابطة الأبطال

الفاف تضبط برنامج مباريات الخضر لشهر جوان الدولية 3

04 مايو 2024 - 01:11

الفاف تضبط برنامج مباريات الخضر لشهر جوان الدولية

الجزائر و غينيا على ملعب نيلسون مانديلا ببراقي 4

02 مايو 2024 - 23:02

الجزائر و غينيا على ملعب نيلسون مانديلا ببراقي

ملخص مباراة الجزائر و تونس 1-1 / ملخص مباراة الجزائر اليوم/ بطولة شمال لإفريقيا تحث 17 سنة 5

22 أبريل 2024 - 22:59

ملخص مباراة الجزائر و تونس 1-1 / ملخص مباراة الجزائر اليوم/ بطولة شمال لإفريقيا تحث 17 سنة

شاهد الجزائري فارس شايبي يسجل هدف التعادل لفريقه آينتراخت فرانكفورت في شباك أوغسبورغ 6

19 أبريل 2024 - 22:57

شاهد الجزائري فارس شايبي يسجل هدف التعادل لفريقه آينتراخت فرانكفورت في شباك أوغسبورغ

بيتكوفيتش في تدريبات نادي وفاق سطيف 7

19 أبريل 2024 - 00:39

بيتكوفيتش في تدريبات نادي وفاق سطيف

التعليقات 0

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر :عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.