اكتشف مدرب مانشستر يونايتد جوزيه مورينيو، أن السيطرة على مجريات مباراة أمام خصم مثل مانشستر سيتي، أمر شبه مستحيل، بعدما سقط في نهاية اللقاء (1-2) مساء اليوم الأحد، في ختام الجولة السادسة عشرة من الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.
وأراد المدرب البرتغالي أن يغيّر قليلا من طريقته في مواجهة الكبار، نظرا لحاجته الماسة إلى الفوز وتضييق الخناق على منافسه المتصدر بفارق كبير، إلا أن مساعيه ذهبت أدراج الرياح بمجرد أن أطلق الحكم صافرة بداية اللقاء.
وفاجأ مورينيو النقاد، عندما قرر اللعب بثلاثة مهاجمين هم روميلو لوكاكو وأنطوني مارسيال وماركوس راشفورد، ومن خلفهم لاعب الوسط الهجومي المتألق في الآونة الأخيرة جيسي لينجارد، متخليا في الوقت ذاته عن خوض المباراة بـ3 لاعبين في عمق الدفاع، لكن الخطة لم تؤت ثمارها بسبب سيطرة سيتي شبه المطلقة على منطقة المناورة.
لجأ مورينيو إلى طريقة اللعب (4-2-1-3)، وشارك الأرجنتيني ماركوس روخو في عمق الدفاع إلى جانب كريس سمولينج، بينما وقف أندير هيريرا إلى جانب نيمانيا ماتيتش في وسط الميدان، مقابل قيام أشلي يانج وأنتونيو فالنسيا بأدوار مزدوجة على الطرفين.
هذه الطريقة سمحت للخصم بامتلاك المبادرة في منتصف الملعب، نظرا لوجود مساحات شاسعة بين ثنائي الارتكاز، ولاعب الوسط المهاجم، رغم قيام راشفورد ومارسيال بجهد إضافي في العودة إلى الخلف من أجل انتزاع الكرة، كما فشل هيريرا بالذات في مراقبة نجم سيتي كيفين دي بروين، الذي صال وجال كما يشاء.
ولم يؤد لوكاكو دوره كرأس حربة، وتسببت عودته للدفاع في الكرات الثابتة، في دخول مرمى فريقه هدفين بسبب تعامله السيئ مع الكرة عند التشتيت، ومن المؤكد أن مورينيو سيعيد النظر في خياراته خلال المباريات المقبلة، وربما يعتمد منذ البداية على السويدي زلاتان إبراهيموفيتش في ظل الأداء المتدهور للمهاجم البلجيكي.
في الجهة المقابلة، لم يغير مدرب مانشستر سيتي جوسيب جوارديولا من فلسفته، واعتمد على التمرير القصير والاستحواذ شبه الكامل على الكرة، بعدما لجأ إلى طريقة اللعب 4-1-2-3، بوجود فنسنت كومباني إلى جانب نيكولاس أوتاميندي في عمق الخط الخلفي، وقيام فرناندينيو بدوره المعتاد كلاعب ارتكاز خلف صانعي اللعب كيفن دي بروين ودافيد سيلفا، فيما تكوّن الخط الأمامي من الثلاثي ليروي ساني ورحيم سترلينج وجابريال جيسوس.
المفاجأة تمثلت في الاحتفاظ بالأرجنتيني سيرجيو أجويرو على مقاعد البدلاء رغم أهمية المباراة، لكن الخطة بشكل عام أجدت نفعا، لا سيما وأن جيسوس شاكس كثيرا وأزعج دفاع يونايتد رغم افتقاده للمسة الأخيرة.
أحكم دي بروين سيطرته على منطقة صناعة الألعاب، فكان واحدا من نجوم المباراة، لكن مانشستر سيتي عانى في الشوط الثاني من ضعف الناحيتين اليمنى واليسرى في الدفاع، وباتت حاجة الفريق لظهير أيسر جديد خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، واضحة بعد الأداء الضعيف لفابيان ديلف أمام مان يونايتد.
مورينيو تحلى بالجرأة وترك حافلته خارج الملعب، وأراد انتهاج أسلوب هجومي، بيد أنه أدرك سريعا أن انسجام لاعبي سيتي وتمسكهم بتعليمات جوارديولا، أفشلت خطته وتماما، وربما كان الأجدر به التمسك بخطة اللعب 3-4-3، من أجل تأمين الحماية اللازمة في منطقة جزائه أمام حارسه المتألق دافيد دي خيا.
التعليقات 0