لم يشذ الرئيس “الأسطوري” لنادي الجنوب الغربي شبيبة الساورة و مقاول الصحراء، زرواطي عن القاعدة، التي عرف بها منذ سنوات، بشجاعته الكبيرة ، فقد فضح رفقة مساعديه المستور عندما كشفوا عن فحوى مكالمة هاتفية من “فوق” تدعوهم لتسهيل مهمة نادي سوسطارة، الذي يملكه المقاول الآخر بالعاصمة علي حداد في منافسة الكأس، مكالمة هاتفية “فوقية” ليست عادية، لكنها ممارسة ظلت رائجة في بلدنا لعشريات من الزمن، حيث يتدخل الساسة والولاة وحتى إطارات سامية في الجيش ،عاملين ومتقاعدين، في سيرورة المنافسة الكروية لإرضاء “عشيرتهم” متحججين بضرورة إطفاء نار الفتن في المدن.
وقد تحول التنافس الكروي بين زرواطي وحداد من صفقات مشاريع الطرقات العمومية إلى صراع كروي، بين فريق سوسطارة والنسور الصاعدة بالساورة ،التي لم تبخل عليها الدولة بممول من سوناطراك لأن الحدود “المغلوقة” مع الجار المغربي تحتاج لحماية أمنية واستخباراتية جد خاصة .
و في الوقت الذي عبر فيه رافع راية الجنوب عن خوفه من هاجس الانتقام جراء موقفه الناجم عن رفضه ثم فضحه للأوامر “الفوقية” دون أن يسميها، كتب الرئيس الأول للرابطة المحترفة الجزائرية محمد مشراراة على صفحته الخاصة بالفايس بوك، مقالا رائعا يقدم فيه أوجه المقارنة بين الاحتراف بفرنسا، وما يحدث في الجزائر الكروية بعد 8 سنوات من انطلاق الاحتراف، حيث علق الحاج محمد على قرار مديرية مراقبة تسيير النوادي المحترفة الفرنسية، التي أعلنت سقوط نادي ليل، بقرار إداري في نهاية الموسم في حال عدم تسوية مشاكله المالية ،وهي صورة واقعية عن احترام الاتحاد الفرنسي والرابطة الفرنسية لصلاحيات وسلطة هذه المديرية المستقلة ، وهو موقف عملي لا يمكن أن يحدث في بلدنا إطلاقا مهما شكلنا من مديريات ومديريات بقوة القانون، لأنه وببساطة في بلدنا عندما يرن الهاتف “الفوقي” تسقط كل القوانين، وتكيف الإجراءات حسب الطلب بحجة “المصلحة الوطنية الآنية “.
وقد يظن البعض بأن مشرارة لا يعرف ما يقع في الكرة الجزائرية وساذج إلى أقصى درجة ، بل بالعكس لقد عايش “الحاج مشرارة” رفقة صديقه محمد روراوة سنوات من الضغط السياسي الرهيب، فكم من مرة يهتف ولاة أو مسؤولون لإطفاء نار الفتنة في المدن بسبب ” لعنة الطبوخة” وكم من مرة تدخلت أطراف سامية لإنقاذ فرقها المحبوبة في “الدشرة” من شبح السقوط، و ترقيتها إلى نواد محترفة وهي لا تملك 5 كرات في مخزنها ، وكم مرة رن هاتف مسؤولي الرابطة والفاف يأمر فيه وزراء وما فوقهم بما سموه رفع الظلم عن فريق فلاني، ومساعدة نواد على حساب أخرى لا تملك نفس النفوذ ؟؟ …..كل تلك الممارسات حولت الكرة الجزائرية من مجرد لعبة رياضية إلى وسيلة للتحكم في الشارع، فعندما يرن الهاتف “الفوقي” يتنحى فلان من تدريب الخضر ويعين علان مكانه ، حتى ولو لم يكن يملك “ديبلوما” ولا مؤهلا، فالهاتف الفوقي هو ” الشهادة الصح” والحديث قياس.
مكالمة هاتفية “فوقية” تدعو زرواطي لتسهيل مهمة نادي سوسطارة
05 فبراير 2018 - 21:14
الخبر الرياضي
التعليقات 0