حافظ نابولي على تصدره للدوري الإيطالي، بعد اجتيازه لعقبة لاتسيو في ملعب سان باولو بالفوز عليه بأربعة أهداف مقابل هدف واحد مساء اليوم، ليرفع رصيد نقاطه إلى 63 نقطة بفارق نقطة وحيدة عن يوفنتوس صاحب المركز الثاني.
سجل أهداف نابولي خوزيه كاييخون، زيلينسكي، ميرتنز بالإضافة إلى هدف عكسي من مدافع لاتسيو والاس، وسجل هدف لاتسيو الوحيد المدافع الهولندي دي فري.
تقدم لاتسيو مُبكرًا في النتيجة في الدقيقة 3 بعد كرة عرضية من الجهة اليمنى مرت من أمام الجميع ولمسها المدافع ستيفان دي فري لتسكن شباك الحارس بيبي رينا.
شعر لاتسيو بكثير من الثقة بعد الهدف وبدأ يتشارك السيطرة على الكرة مع أصحاب الأرض، وأضاع إيموبيلي فرصة هدف ثاني بعد انفراده بمرمى رينا في الدقيقة التاسعة لكن تدخل المدافع السنغالي خاليدو كوليبالي في الوقت المناسب أنقذ الموقف.
بعدها وجد نابولي صعوبات كبيرة في الوصول لمرمى لاتسيو، وكانت هناك فقط محاولات فردية من ديريس ميرتنز بتسدديته اليسارية التي مرت بجوار مرمى الحارس ستراكوشا بقليل في الدقيقة 21، أو محاولة لورينزو انسيني في الدقيقة 35 بعد أن سدد كرة بيسراه من بعد منتصف الملعب في محاولة لمخادعة الحارس لكنها علت المرمى بقليل.
ولكن عند الدقيقة 44 ومن تمريرة رائعة من جورجينيو لخوزيه كاييخون خلفدفاع لاتسيو استلم الجناح الإسباني الكرة بهدوء ومن ثم وضع الكرة ببراعة على يمين الحارس ليتعادل نابولي وينتهي الشوط الأول بالتعادل الإيجابي 1/1.
دخل نابولي الشوط الثاني بقوة كبيرة لأجل إيجاد هدف آخر، وهدد ميرتنز مرمى ستراكوشا برأسية لكن الحارس الألباني تصدى للكرة بنجاح، وعند الدقيقة 54 تسبب المدافع والاس في هدف عكسي في مرمى فريقه بعد عرضية حاول تشتيتها قبل الحارس ستراكوشا فذهبت الكرة إلى داخل شباك البيانكوشيلستي لتصبح النتيجة 2/1 لنابولي.
وعند الدقيقة 56 نجح نابولي في إضافة الهدف الثالث بعد تسديدة من ماريو روي اصطدمت بزميله زيلينيسكي لتغير اتجاهها وتسكن شباك الحارس ستراكوشا.
بعد الهدف الثالث هدأ رتم المباراة وأدخل مدرب لاتسيو لويس ناني وكايسيدو لمساعدة إيموبيلي في هجوم الفريق ولكن فريق نابولي كان صاحب الفرص الأخطر.
فسدد زيلينسكي كرة قوية بيمناه عند الدقيقة 70 أبعدها ستراكوشا بصعوبة، وعند الدقيقة 73 سجل ديريس ميرتنز الهدف الرابع الجميل بلمسة رائعة أمام الحارس بعد تمريرة ممتازة من زميله زيلينسكي.
حافظ نابولي على الهدواء وعلى النتيجة الكبيرة في نهاية المباراة ومنع لاتسيو من تهديد مرمى حارسه بيبي رينا ليخرج من المباراة بانتصار مُقنع ومُرضي لجماهيره.
التحليل:
كان من المهم لفريق ماورتسيو ساري اليوم أن يثبت شىء للجميع، وهو أنه فريق مُعد جيدًا لكي يلعب كرة قدم ذات جودة عالية وسلسة، وأنه لا يتأثر أبدًا بالغيابات، وهذ ما فعله اليوم، فحتى بعد أن تأخر في النتيجة لم يفقد الفريق الهدوء والسلاسة في حيازة الكرة وفي تدويرها بمتعة كبيرة، وظهرت اليوم شخصية بعض اللاعبين التي تطورت كثيرًا، كما أن بعض اللاعبين تحسنوا وقاموا بمجهودات مضاعفة.
قام ساري اليوم بخيارات مختلفة وأغلبها اضطرارية لكنها لم تُخيب آماله، وهو أمر مهم للغاية خاصة وأن نابولي مُقبل على مرحلة حاسمة في الموسم، فاليوم تواجد لورينزو تونيلي في قلب الدفاع بجوار كوليبالي وأدى جيدًا، وعاد هوساي للعب في مركز الظهير الأيمن وقدم مباراة رائعة، فقد كان يعاب على الظهير الألباني أنه محدود على الجانب الهجومي ولكنه اليوم ركض وقام بالزيادة الهجومية ومد يد العون لرفاقه في عملية استعادة الكرة، ونفس الامر قام به ماريو روي بديل فوزي غلام المُصاب، وعندما خرج ماريك هامسيك في نهاية الشوط لمشكلة بدنية ودخل بيوتر زيلينيسكي، أدى اللاعب البولندي دور ممتاز على الجهة اليسرى الهجومية وفي عملية بناء اللعب من وسط الميدان بجانب جورجينيو وصاحب المجهود البدني الهائل آلان، سجل زيلنيسكي هدف وصنع آخر.
وضع لاتسيو فريق نابولي في صعوبات بالشوط الأول لأنه قام بتكثيف التواجد في وسط الملعب وبذل ميلينكوفيتش سافيتش وبارولو مجهودات مضاعفة لخلق حائط دفاعي يمنع وصول الكرة للثنائي الاخطر في الخط الامامي للاتسيو، ميرتنس وانسيني، ونجح فريق سيموني إنزاجي في ذلك طوال الشوط الأول تقريبًا ولكن هفوة نهاية الشوط بعد هروب كاييخون من خلف المدافعين لاستقبال تمريرة جورجينيو وتسجيل هدف التعادل كلفت الفريق العاصمي كثيرًا.
حاول سيموني إنزاجي أن يُغير من أسلوب الفريق الهجومي بتغيير الطريقة من 3/5/1/1 إلى 4/4/2 بدخول كايسيدو بجانب إيموبيلي وتواجد ناني ولوكاكو على الأطراف مع عودة ماروزيتش للعب في مركز الظهير الأيمن، لكن قدرة نابولي الدائمة على فرض شخصية وفكر الفريق على الخصوم جعلت تكثيف الضغط على دفاع نابولي صعب للغاية، وخاصة وأن لاعبي نابولي أظهروا اليوم أنهم مستعدين بدنيًا بقوة لتلك المواجهة.
بعد هذا الانتصار العريض سيكون السؤال الكبير، هل ينجح نابولي في أن يواصل بهذه الجودة الفنية والقوة البدنية، وخاصة وأنه مقبل على المشاركة في المراحل الإقصائية ببطولة الدوري الأوروبي؟، وهل سيكون من المفيد له أن يخرج من بطولة الدوري الأوروبي مبكرًا على يد لايبزيج الألماني وتوفير جهود قائمته المحدودة من اللاعبين للمحافظة على زعامتهم لجدول الترتيب، هذه أسئلة ربما تكون ببال الرئيس دي لاورنتيس والمدرب سارّي، وخاصة وأن النادي فشل في جلب لاعبين مميزين للغاية في بعض المراكز الحساسة خلال سوق الانتقالات الشتوية، وعند حدوث أي إصابة فإن الفريق سيتأثر بمرور الوقت، وإن كان لم يتأثر في مباراة اليوم.
التعليقات 0