دشن المنتخب الوطني ظهوره في كان جنوب إفريقيا بخسارة مرة يصعب هضمها، بالنظر لفيزيونومية المباراة وتحكم كتيبة وحيد حليلوزيتش في الكرة واللعب في جل أطوار التسعين دقيقة، أمام منافس تونسي لعب بذكاء وعقلانية، حيث بدا منذ بداية اللقاء بأن الناخب التونسي قد طلب من عناصره اللعب وفق إمكاناتها مع السعي لجر الخضر إلى ريتم»خاطئ»، وهو السيناريو الذي طبقه رفقاء المساكني بحذافيره، قبل أن يوجه هذا الأخير ضربة في مقتل لمنتخبنا في الأنفاس الأخيرة. الديربي المغاربي الذي لم يرق إلى مستوى التطلعات من الناحية الفنية، لطغيان الحسابات التكتيكية وسعي كل منتخب لتفادي الخسارة في مستهل المشوار، جسد افتقار كتيبة حليلوزيتش للخبرة والتجربة على هذا المستوى، حيث أن الناخب الوطني أعطى المنافس التونسي أكبر من حجمه، فظل متخوفا وأفرط في الحذر أمام تشكيلة تونسية في المتناول، والنتيجة هزيمة رمت بمنتخبنا إلى الصف الأخير وأتت على معنويات رفقاء فغولي الذين سيدخلون اللقائين المقبلين بظهر إلى الحائط.
وبالعودة إلى مجريات اللقاء فقد كان الخضر السباقين إلى حمل مشعل المبادرة ، من خلال دخولهم رأسا في صلب الموضوع، حيث تحكم رفقاء لحسن في الكرة واللعب، لكن دون تجسيد للسيطرة بخلق فرص سانحة للتهديف، فعلى مدار الشوط الأول سجلنا تراجع نسور قرطاج إلى الوراء، بغية تعزيز مواقعها الخلفية بأكبر عدد من اللاعبين، في الوقت الذي بالغ قادير ورفاقه في اللعب على الجهة اليسرى، أين تحرك كثيرا قادير ومصباح ولحسن، وهو الرواق الذي شهد تحضير أبرز فرصة لمنتخبنا في المرحلة الأولى، أين قام فغولي بعمل فردي ممتاز (د38) أنهاه بفتحة ميليمترية تجاه سليماني الذي خانه الحظ، نتيجة اصطدام كرته الرأسية بالعارضة. وعدا هذه المحاولة احتفظ لاعبونا بالكرة دون تهديد حقيقي لمرمى بن شريفية، والغريب أن حليلوزيتش أصر على لاعبيه بضرورة المناورة عبر الرواق الأيسر، مع تهميش غير مبرر ولا مفهوم لفغولي والرواق الأيمن، وحتى غياب المحاولة في عمق الدفاع التونسي، أين كان الهيشري بعيدا جدا عن المستوى ، حيث بدا بطيئا جدا ومرتبكا وغير قادر على تامين المحور، والأغرب في هذه الأثناء حفاظ الناخب الوطني على تحفظه ورفضه المغامرة الهجومية، من خلال مواصلته اللعب بثلاثة لاعبين في الاسترجاع أمام منتخب تونسي كان يبحث عن نقطة التعادل وسعيدا بعدم اهتزاز شباك حارسه.
لكن بعد الاستراحة تجلت حنكة الناخب التونسي الذي رفع شعار «التعادل مضمون والفوز ممكن» من خلال إقحام صانع الألعاب أسامة الدراجي الذي أنعش القاطرة الأمامية ووفق في منح فريقه التوازن الذي افتقده في المرحلة الأولى، في الوقت الذي ظل حليلوزيتش وفيا لمبدأ التحفظ، رغم انهيار المنتخب التونسي بدنيا بعد مرور ساعة من اللعب، حيث ترك فراغات ومساحات شاسعة لم يحسن لاعبونا استغلالها إذ باستثناء قذفة مصباح التي جانبت القائم الأيمن (د56) وصاروخية قديورة (د69) التي علت العارضة، وكلتا المحاولتين من خارج منطقة العمليات، لم نسجل أية خطورة من جانب فريقنا، الذي تأخرت تغييراته حتى ربع الساعة الأخير أين أقحم سوداني الذي اجتهد كثيرا في الرواق الأيسر دون أن يتمكن من إحداث الفارق لحساسية الوقت الذي شارك فيه وتراجع المردود البدني لزملائه في صورة قديورة الذي تم تغييره اضطراريا، وعودية الذي منح «الفرصة» في الوقت بدل الضائع.
وإجمالا يمكن القول بأن الخضر رهنوا حظوظهم وخسروا لقاء في المتناول، ما قد يوجه ضربة لمعنويات المنتخب المطالب بطي الصفحة من اليوم ودخول مقابلتي الطوغو وكوت ديفوار بشعار الانتصار أو العودة إلى الدار.
نورالدين – ت
التعليقات 0