توّج المنتخب الجزائري لكرة القدم بكأس أمم أفريقيا التي انتهت وقائعها بمصر يوم الجمعة الماضي، معلنا الأفراح في كامل أرجاء البلاد، خاصة وأن هذا اللقب هو الثاني فقط في تاريخ مشاركات الجزائر في “الكان”، ولكن في غمرة الأفراح والاحتفالات التي أقيمت بالجزائر والاستقبال البطولي الذي حظي به المنتخب الجزائري بعد عودته من مصر حاملا الكأس الغالية، برزت مشكلة وضعت رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم خير الدين زطشي في قلب أزمة جديدة بسبب “صورة” .
وقام رئيس الدولة الجزائري عبد القادر بن صالح السبت بتخصيص استقبال شرفي لوفد المنتخب الجزائري العائد من القاهرة، حيث قام بتكريمهم على ما بذلوه من جهود وتضحيات في سبيل إسعاد ملايين الجزائريين، كما قام بمنحهم وسام الاستحقاق الوطني أحد أرفع الأوسمة في البلاد نظير الإنجاز المحقق، كما قام رئيس الدولة بأخذ صورة رسمية تذكارية رفقة كأس أفريقيا مع لاعبي المنتخب الجزائري، بحضور أعضاء الجهازين الفني والإدارة يتقدمهم المدير الفني جمال بلماضي، في غياب رئيس الاتحاد الجزائري خير الدين زطشي، وهو ما أثار تساؤلات كثيرة وفتح باب التأويلات على مصراعيه، عن أسباب غيابه عن الصورة رغم أنه رئيس الاتحاد ورئيس الوفد الذي مثّل الجزائر في “الكان”.
ازدادت حدة التساؤلات وسط الجماهير ووسائل الإعلام والمتابعين عما إذا كان غياب زطشي “مقصودا” أو “عفويا”، أم يعود لأسباب أخرى، لكن وحسب مصادر قريبة من الاتحاد الجزائري، فإن زطشي تعرض لـ”الإقصاء” بشكل غريب من الحفل الذي أقامه رئيس الدولة، إذ لم تتم دعوته لأخذ الصورة الرسمية مع الرئيس ضمن الإجراءات البروتوكولية المعمول بها، رغم أنه كان حاضرا بالقاعة، حيث أظهرته بعض الصور والفيديوهات وهو جالس بأقصى اليسار مع بعض اللاعبين والضيوف.
وكشف مصدر عليم بأن خير الدين زطشي تفاجأ لعدم إدراج اسمه ضمن القائمة الاسمية، بل ولإبقائه جالسا على الجانب، رغم أن الجانب البروتوكولي يقتضي تواجد رئيس الاتحادية، بصفته المسؤول الأول على المنتخب، في مقدمة الصفوف ويكون أيضا من الأسماء التي يستوجب الحصول على ذلك الاستحقاق من رئاسة الجمهورية، وهو موقف تحوّل إلى مادة إعلامية دسمة وفتح المجال لتأويلات وقراءات كثيرة ومختلفة، غير أنها لم تستند على معلومات صحيحة وثابتة.
ومالت عديد من القراءات إلى أن الرئيس الحالي للاتحادية “غير مرغوب فيه” وبأنه محسوب على “العصابة”، وبأن عدم منحه ميدالية التقدير مؤشر واضح على أن أيامه على رأس الاتحادية معدودة، ما يفسر، حسب القراءات، تفكيره في التنحي قبل أن يتم دفعه إلى هذا الخيار.
وبحسب نفس المصادر فإن التهميش الذي تعرض له خلال الحفل قد يكون راجعا لوقوعه في خطأ بروتوكولي قبل المباراة النهائية، إذ غفل عن الانتقال إلى مطار القاهرة الدولي يوم الخميس الماضي قصد استقبال رئيس الدولة عبد القادر بن صالح خلال حلوله بمصر لمتابعة المباراة النهائية، وهو ما يكون قد تسبب في “معاقبته” بتلك الطريقة، التي تسببت له في حرج شديد.
بعض المصادر كشفت بأن زطشي اتخذ قرار الاستقالة قبل التتويج باللقب القاري، لعدة مقربين منه بأنه يشعر بالتعب وبأنه لم يعد قادرا على ما وصفه بـ”الحملة الإعلامية” التي تطاله، كون زطشي الذي كان يرى في انتقادات الإعلام لسابقه بأنه “عمل احترافي”، أصبح يرى الإعلام بنفس منظور سابقه روراوة.
وينتظر أعضاء المكتب الفدرالي، الذين تفاجؤوا لقرار زطشي، اجتماع المكتب الفدرالي غدا بالمركز التقني لسيدي موسى، لتباحث حقيقة ما يفكر فيه خير الدين زطشي وما قرره بشأن مستقبله على رأس الاتحادية.
التعليقات 0