التهديدات جاءت على لسان مسؤولي حزب الاستقلال المشارك في الحكومة المغربية
رفع آلاف المتظاهرين المغاربة شعارات تنادي باحتلال أراض جزائرية، بزعم تحريرها واستعادتها. وجاء هذا التصعيد الخطير الذي شهدته العاصمة المغربية الرباط أمس، خلال مظاهرات دعى إليها نظام المخزن، عبر احزابه وجمعياته، للرد من حيث الشكل على تصريحات الامين العام الأممي حول قضية الصحراء الغربية، ومن حيث المضمون لتهديد الجزائر والجزائريين بالحرب واحتلال أراضيه.
ولم يتردد مسؤولو حزب الاستقلال المغربي الذي يقوده المرتزق حميد شباط، المعروف بعلاقاته بنظام المخزن والمخابرات المغربية، أمس، في رفع لافتات وترديد شعارات تنادي باحتلال تندوف وبشار ومناطق اخرى داخل التراب الجزائري، تحت ذريعة استرجاع تلك المناطق، التي يصر النظام الملكي المغربي على اعتبارها مغربية.
وأظهرت صور ولقطات فيديو مصورة، كيف خرج متظاهرون وانطلقوا من مقر حزب الاستقلال الذي يشارك في الحكومة المغربية بستة وزراء، وفي البرلمان المغربي بستين نائبا، قبل أن يشرعوا بتحويض من مسؤوله الأول حميد شباط في تهديد الجزائر بالحرب والتلويح بتنظيم ما يعتبرونه مسيرة خضراء أخرى، لاسترجاع أراض منهوبة منهم، في إشارة الى مناطق في بشار وتندوف والقنادسة وصولا الى مناطق أخرى في أدرار.
ورغم تواجد الاحتلال الإسباني الى غاية اليوم على أراض مغربية في سبتة ومليلية، غير أن المتظاهرين المدعومين في السر والعلن من طرف نظام المخزن، لم ينبسوا ببنت شفة، ولم يلوحوا أو يهددوا ولو عبر التلميح باستعادة تلك الأراضي المحتلة، في حين راح الأشقاء المغاربة يتوعدون الجزائر بحرب، من خلال التهديد برفع السلاح لتحرير أراضيهم المحتلة، حسب زعمهم.
ومن شأن هذه التطورات أن تنضاف الى سجل التجاوزات والاستفزازات المغربية تجاه الجزائر، وهو ما من شأنه أن يساهم في حالة الاحتقان بين البلدين الجارين، خصوصا وأن نظام محمد السادس ما يزال يصر على التهرب من مشاكله الداخلية عبر استعداء الجيران وإثارة مخاوف المغاربة من خطر خارجي.