الما منحت كرة القدم شعوب العالم البهجة و السرور حتى جعلت عشاقها في تزايد مستمر و دون توقف و لكن ..
هناك دائما جانب مظلم في كل شيء ، نعم في كل شيء حتى في كرة القدم …
في تصفيات كأس العالم 94 بمنطقة امريكا الجنوبية وضعت القرعة منتخب كولومبيا في مجموعة قوية تضم منتخبات الأرجنتين بنجمها دييغو مارادونا و البيرو و البراغواي
الجميع سخر من زملاء النجم فالديراما بمن فيهم مارادونا و لكن الأداء الساحر لزملاء القناص آسبيريا أدهش المتتبعين و خالف كل التوقعات خاصة بعد الفوز الساحق لكولومبيا على الأرجنتين بخماسية في العاصمة بيونيس آيرس ما جعلها تتأهل الى مونديال بلد العم سام بجدارة و استحقاق
السحر الذي نثره نجوم كولومبيا لم يمر مرور الكرام على نجم منتخب السامبا بيليه و الذي صرح بأن المنتخب الكولومبي سيتوج المونديال لأول مرة في تاريخه أو يقصى على الأقل من المربع الذهبي
تصريح أشعل الحماس و رفع سقف الطموحات للجماهير الكولومبية و حرك بارونات المخدرات صوب مكاتب المراهنة للمراهنة بأموال كبيرة على فوز منتخب بلدها بالمونديال
دقت ساعة الحسم و اوقعت القرعة منتخب كولومبيا في مجموعة تبدوا في المتناول تضم كل من البلد المنظم أمريكا و منتخبي سويسرا و رومانيا
الجميع في كولومبيا تكهن ببلوغ الدور الثاني بسهولة خاصة بعد الأداء الرائع في التصفيات
المباراة الأولى في المونديال حدث العكس و انهزم المنتخب الكولومبي امام نظيره الروماني بثلاثية مقابل هدف وحيد وسط تساؤلات و حيرة متتبعي الكرة
و في المباراة الثانية أمام البلد المنظم أمريكا و التي انتظر فيها الجميع ردة فعل المنتخب الكولومبي الذي وجب عليه الفوز لتحقيق التأهل ، الدقيقة ال 34 لم تأتي بالأخبار السارة و حدثت الكارثة ..
المدافع الانيق #آندريس_إيسكوبار لم يعد كذلك و وقع في المحضور بعد أن حول عرضية من مهاجم منتخب أمريكا الى هدف في مرمى فريقه أمام ذهول حتى الأمريكيين نفسهم !
اللاعب تسبب في خروج منتخب بلاده رغم الفوز في المباراة الأخيرة بثنائية على منتخب سويسرا
الحياة لا تتوقف هنا بالرغم من صعوبة ما حدث فإننا يجب ان ننهض و نحاول مرة أخرى ، كان هذا تصريح المدافع إسكوبار و الذي يبدوا بأنه لم يكن كاف ..
في ليلة الثاني من شهر جويلية من عام 94 و بعد خروجه من إحدى الحانات بمدينة ميدلين الكولومبية الشهيرة بعمليات بالإجرام إعترض بعض أفراد العصابات طريق إيسكوبار مطلقة نحوه 6 طلقات نارية أردته قتيلا ..
لينزل خبر الإغتيال و الحادثة كالصاعقة على الشعب الكولومبي الذي كان لا يزال تحت صدمة الخروج المبكر من المونديال ، لتشيع له جنازة خرج فيها أكثر من 120 الف شخص بمن فيهم الرئيس الكولمبي آنذاك ‘ سيزار غافاريا ..
التعليقات 0