بلغ موسم 19/2018 فقط دورته الثالثة وها قد حان موعد أحد المباريات الأكثر انتظارا في لاليغا سانتاندير.
يلتقي فريقا ريال بيتيس وإشبيلية هذا الأحد ليلا (على الساعة 20:45 بالتوقيت الإسباني) في ملعب بيتيس “بينيتو فيامارين” في أول ديربي إشبيلي للموسم الجديد. ستكون أول مرة يلتقي فيها الفريقان في وقت جد مبكر في موسم واحد من لاليغا سانتاندير منذ أن حدث ذلك – منذ أكثر من 30 سنة – في نهاية الأسبوع الإفتتاحية لموسم 88/1987.
يضفي ذلك المزيد من الإثارة والأهمية على الديربي، حيث أن النتيجة قد تشكل المسار الذي سيتم اتباعه خلال باقي دورات الموسم. لقد تعود كلا الفريقان على اللعب مع بعضهما، ومع ذلك لا توجد هناك تجربة عامة لمباراة “الديربي الكبير”. تمثل هذه المباراة كل شيء بالنسبة للأنصار، والذين سينتظرون كالعادة من أبطالهم أن يلعبوا كما لو تعلق الأمر بالمباراة النهائية لأحد الكؤوس.
أنهى فريق ريال بيتيس الأبيض والأخضر الموسم السابق في المرتبة السادسة فوق منافسهم في المدينة، بينما أنهى فريق إشبيلية الأحمر والأبيض الموسم في المرتبة السابعة. ويسعى فريق إشبيلية يائسا لتحقيق أول فوز في الديربي منذ فبراير 2017، خصوصا بعد الهزيمة القاسية التي مني به بها أمام بيتيس بنتيجة 5-3 في ملعب سانشيز بيزخوان في يناير الماضي.
يحدد الديربي الكبير إيقاع الموسم
خلال هذه المرحلة الأولية من الموسم، لا يزال من المبكر معرفة ما الذي سيسعى هذان الفريقان للتنافس عليه في شهر مايو بشكل دقيق. مع ذلك، فإنه من المرجح جدا أنهما سيتنافسان على احتلال رتب تؤهلهما للمشاركة في المنافسات الأوروبية. لقد عاش كلا الفريقان صيفا محموما فيما يتعلق بشراء اللاعبين، وهناك أمل كبير لدى أنصار الجانبين لأن فريقيهما جيدان بما فيه الكفاية لضمان المشاركة في المنافسات الأوروبية مرة أخرى.
يحتاج فريق بيتيس لنتيجة إيجابية لبدء الموسم بقدم ثابتة. إنه لم يسجل أي هدف في الموسم لحد الآن بالرغم من مراكمته لنسبة 72.3% في حيازة الكرة خلال مبارتيه الأولتين. وقد تمت معاقبته عبر الهجومات المضادة في المباراة الافتتاحية على ملعبه ضد فريق ليفانتي قبل أن يتعادل دون أهداف مع فريق ألافيس في الدورة الثانية.
كانت بدايات فريق إشبيلية أكثر إيجابية، حيث فاز بنتيجة 4-1 على الفريق الصاعد حديثا إلى لاليغا رايو فاييكانو، قبل أن يتعادل دون أهداف مع منافسه على المقاعد الأوروبية فريق فياريال. وكان فريق بابلو ماشان ملتزما في تصفيات الدوري الأوروبي منذ أواخر يوليو وحالته البدنية في مستوى وسط الموسم. بناء على ذلك، سيبذل كل جهوده في مباراة بمثل هذه الأهمية.
وجوه جديدة ونفس التنافس القديم
هناك مركز يجدر مراقبته هذا الأحد وهو مركز الحراس، حيث أن كلا الفريقين تعاقدا مع حارس جديد خلال فصل الصيف. كان كل من أنطونيو آدان وسيرجيو ريكو هما الحارسان الرسميان خلال الموسم السابق، لكنهما يتابعان مسيرتهما حاليا في فرق أخرى. يتوفر فريق بيتيس حاليا على الحارس باو لوبيز، في حين تعاقد فريق إشبيلية مع الحارس الدولي التشيكي توماس فاشليك.
يمكن أن يشكل التعاقد الصيفي لبيتيس مع تاكاشي إينوي أهمية كبيرة، حيث أن مراوغات الجناح الياباني يمكن أن تضفي المزيد من الحيوية المباشرة في الهجوم. في المقابل، سيعاني دفاع بيتيس دون شك من مهارات المهاجم الجديد لإشبيلية أندري سيلفا. لقد وقع سيلفا على “هاتريك” في بدايته في لاليغا ضد فريق رايو فاييكانو، وسيسعى لجعل مباراة الذهاب هذه ضد بيتيس رحلة سعيدة أيضا.
إشبيلية، مدينة مقسومة
يمثل الديربي الكبير أهمية كبيرة لإشبيلية لأن المدينة منقسمة إلى نصفين بشكل عجيب. بخلاف الكثير من المدن الإسبانية الأخرى وفي كل أوروبا، يتوفر الفريقان على دعم ذو حجم متماثل، وهو شيء يزيد من قيمة الرهانات، وبطبيعة الحال، من مستوى ضجيج الأنصار!
يعود تاريخ الفريقين لأكثر من قرن، مما يجعل التنافس بينهما من بين التنافسات الأكثر قدما في كرة القدم الإسبانية. رسميا، يعود أول ديربي لسنة 1915 وانتهى بفوز بيتيس بنتيجة 1-0 بفضل هدف ألبيرتو هينكي. في تلك الفترة، كان الديربي يحظى بالفعل بأهمية كبيرة إلى حد أن الفائزين كانوا يطوفون بشكل استعراضي في وسط المدينة مع الجائزة التي كانوا يفوزون بها. مع ذلك، فقد التقى هذان الفريقان بشكل غير رسمي قبل ذلك، حيث أن أول فريق لبيتيس فاز على إشبيلية يوم عيد سان فالنتين (عيد الحب) لسنة 1909. قد يكون ذلك اليوم معروفا بيوم الحب، لكن منذ ذلك الحين، لم يكن هناك الكثير من الحب بين هذين الفريقين.
وعلى الرغم من وجود بعض الضغينة بين أنصار الجانبين، فهناك أيضا جانب لطيف ومرح في هذه التنافسية. لقد كانت النكت والنقاشات والمقالب دائما جزءا من الديربي، وسيتذكر الأنصار لوقت طويل ما قام به عاملان من أنصار بيتيس المتعصبين، حيث وضعا درع بيتيس داخل ملعب إشبيلية عندما كانا يعملان في أحد أشغال الإصلاح.
من إشبيلية إلى العالم
على المستوى العالمي، تشهد قيمة الديربي نموا متزايدا يوما بعد يوم. لقد فاز فريق إشبيلية بخمسة ألقاب في الدوري الأوروبي منذ بداية القرن الحالي، في حان طور فريق بيتيس أسلوبا مثيرا لكرة القدم يعتمد على حيازة الكرة مع المدرب كيكي سيتيان، وهو ما أثار انتباه عشاق فن كرة القدم سواء على المستوى المحلي أو في الخارج. ومن خلال جمعيات الأنصار الرسمية التي تمتد من اسكتلندا إلى غاية نيويورك، سيستمر هذان الفريقان في النمو كل يوم بشكل أكبر.
التعليقات 0